الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة Third Palestinian Intifada

السبت، 6 نوفمبر 2010

الانتخابات التعبيرية على رأي الأهرام!!


د. محمد جمال حشمت

بقلم: د. محمد جمال حشمت
لا شك أن ما حدث وما يحدث وما سيحدث في الانتخابات البرلمانية 2010م هو معبرٌ عن درجة النضج السياسي الذي وصل إليه العقل الحزبي للنظام، بعد ممارسة للسياسة بمفهوم الحزب الوطني- طبعًا- طوال أكثر من ثلاثين عامًا!.

قد نختلف معهم أو يتفق آخرون، لكن الحقيقة أن السياسة والعمل الشعبي غائب وغير موجود في منهج الحزب الحاكم، الذي تربَّع على سدة الحكم نتيجة استمرار العقلية الأمنية التي تتصدر الحياة السياسية، وما ترتب على ذلك من انتهاج التزوير منهجًا لكل الانتخابات، وما يتطلبه ذلك من استخدام صور متعددة للبلطجة والعنف في مواجهة شعب تم إقصاؤه من الحياة الساسية بشكل أورث ذلاًّ وإحباطًا ويأسًا من الإصلاح بشكل سلمي!.

وبناءً على هذه المقدمة التي هي معلومة عن الفساد بالضرورة يمكن لنا تخيُّل أن ما يحدث من تضييق وعناد وتجاوزات من الحكومة ضد معارضي النظام- في عرف من يؤمن بأن الـ"استعباط" هو الحل- إنما هو صورة تعبيرية يُساء فهمها من المغرضين الذين هم بالضرورة، نحن المعارضين الرافضين لاستخذاء النظام أمام أعداء الأمة واستقوائهم على أبناء الشعب، الذي ترك لهم الحبل على الغارب!.

لذا فإن تصريح المستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات بأن اللجنة هي المشرفة على العملية للانتخابات من الألف إلى الياء في حواره مع (الشروق)، هو صورة تعبيرية لسيطرة الداخلية على كل الخطوات التي تمُّت حتى الآن؛ من مراجعة لكشوف الناخبين، وإصدار قرارات البدء في تلقِّي طلبات المرشحين، وهم لا يراعون تجميل صورة رئيس اللجنة الذي صرَّح بأن اللجان العامة للانتخابات سوف تستقبل أوراق المرشحين في مقار المحاكم الابتدائية في المحافظات! وهو ما لم يحدث!.

وكانت مديريات الأمن تحت سيطرة جهاز أمن الدولة في كل المحافظات هي الأماكن المفروضة لاستقبال المرشحين!، كذلك احتجاز الهلال والجمل كشعارات- مش وزراء- لمرشحي الحزب الوطني دون التقيد بالترتيب حين تقديم الأوراق؛ وذلك انتظارًا لمرشحي الحزب الوطني عند تقدمهم في آخر أيام قبول الأوراق!، هو الآخر صورة تعبيرية عن المساواة والعدالة الناجزة والشفافية المفرطة من جانب الحزب الوطني وحكومته!.

ولا ننسى أن المرشحين المستقلين على مبادئ الوطني والموعودين بالترشح على قوائمه قد بدءوا دعايتهم من شهر مارس 2010م، وبعضهم من شهر يناير، وقلة من قبل ذلك حتى لم تعد هناك أماكن لمزيد من الدعاية، ولم تعتبر لجنة الانتخابات ولا رؤساء المدن أن هذا مخالف للقانون! فقط تنبَّهوا عندما لصق الإخوان بعض دعايتهم التي تحمل شعارات دون أسماء أحيانًا، وأسماء بلا شعارات أحيانًا أخرى، وتم إزالة ما علَّقوه فورًا واعتقال مَن قام بالتعليق!.

كما قام بعض رؤساء المدن بتغريمهم في صورة تعبيرية عن التمسُّك بالقانون ضد الخارجين عليه (من الإخوان)، وكذلك عن السماحة التي استوعبت دعايات الملتزمين من مرشحي الحزب الوطني!.

وهكذا تستمر الصور التعبيرية التي لا يفهمها أمثالنا من السذَّج الذين يأملون في التزام الحكومة وحزبها بالقانون بعيدًا عن الـ"استعباط" والبلطجة التي تتصدر المشهد الانتخابي!؛ ما يدل على أن القادم أكثر تعبيرية في نظرة الحزب الوطني أو أكثر سوداوية في عيون الشعب المصري، نسأل الله السلامة من مؤامراتهم والتوفيق لفريق المقاومة الراغبين في الإصلاح والتغيير إلى الأفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق