الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة Third Palestinian Intifada

الخميس، 10 فبراير 2011

د. عبد الرحمن البر يكتب: رسالة العلماء في الوضع الحالي



د. عبد الرحمن البر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛
فيا علماء الأمة ها هو شعبنا الحر الكريم يأخذ أمره بيده، وينفض عن نفسه أسباب المهانة التي حاول النظام البائد الفاسد تكريسها، بل ها هو شعبنا البطل بكل طوائفه، وأعماره يتصدى بمنتهى الوعي لكل محاولات الالتفاف على حركته السلمية البيضاء، ويبطل كل محاولات الخداع المكشوف التي يحاول أزلام النظام البائد القيام بها، وينتبه بمنتهى الذكاء والإيجابية لمحاولات النظام المخلوع إثارة الفوضى، والفتنة من خلال التفريغ الأمني وإطلاق البلطجية، وأرباب السوابق لترويع الآمنين من شعبنا الكريم وتجويعهم، على أمل أن ينصرف الشعب عن مطالبه الواضحة العادلة إلى تأمين أشخاصهم وبيوتهم والجري وراء لقمة عيشهم، فأنشأ شباب الأمة اللجان الشعبية المباركة لحماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة وأداء واجب البر والخدمة الاجتماعية، وتجاوب الشعب معهم تجاوبًا رائعًا.


وكان للعلماء وأئمة المساجد دورهم الكبير في تنظيم هذه العملية الرائعة، ولا يزال أمام المساجد والعلماء دور عظيم لاستكمال هذه المهمة، يتلخَّص معظمه فيما يلي:
1- لا بد للعلماء من توعية جماهير الشعب بهذه الحركة السلمية وأهدافها المشروعة، ووجوب التعاون معها، باعتبار ذلك من أهم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل من أفضل صور الجهاد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، وما دامت الأمة تقوم بهذا الواجب فهي محل لنصر الله، وتأييده إن شاء الله.
2- لا بد للعلماء من توعية الشباب القائمين بمهمة الحماية للمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بأهمية الدور الذي يقومون به، وتذكيرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن إحدى العينين اللتين لا تمسهما النار: "عين باتت تحرس في سبيل الله"، وأنهم بهذا العمل قد أدوا عملاً عظيمًا ووقع أجرهم على الله، والله لا يضيع أجر المحسنين.
3- لا بد للعلماء من التذكير المستمر بحرمة الدماء والأموال العامة والخاصة كحرمة الكعبة في يوم الحج الأكبر كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".
4- على العلماء أن يقودوا عملية البر والخدمة المجتمعية المستمرة لهذه الجهود، ويجعلوا المساجد منطلق هذه الحركة المباركة، ويكونوا في مقدمة الصفوف باعتبارهم محل ثقة الأمة وتقدير الناس والقدوة في كل بذل وتضحية، ولا مجال للتقاعس أو التردد في أداء هذه المهمة، مع تقديم المواعظ المستمرة والتوجيه الشرعي المستمر عقب الصلوات والقنوت في الصلاة حتى تنجلي هذه الغمة ويأتي فرج الله القريب.
5- على العلماء توعية جماهير الأمة بصعوبة الظرف الذي نعيش فيه، وأن من الواجبات المهمة عدم التزاحم على تخزين الأطعمة والاحتياجات حتى لا تحصل فوضى في هذا الظرف، وعلى العلماء تنمية معاني التكافل الاجتماعي فيما بين شباب، وأسر الأحياء التي يقيمون فيها، والعمل على حسن توزيع الاحتياجات على الأسر، والبيوت بشكل جيد، ومنظم وتفعيل كل صور البر، والعمل الخيري في المجتمع.
والله أسأل التوفيق لعلماء الأمة في أداء مهمتهم والقيام بدورهم العظيم الذي تنتظره الأمة منهم باستمرار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق